تخيلت نفسي يوماً عصفور داخل قفص أغرد
وتمنيت أن أعرف لماذا أنا داخل القفص ؟؟!!
ولم أعرف !!
فغردت بحزن شديد
فأتى إلي صاحبي ,, ونظر إلي
وكأنه يستمتع بتغريدي
رغم أنها تغريده حزينة
وبدأ يتحدث إلي
ما أجمل تغريدك كأني أسمعه لأول مرة
فزدت من ذلك التغريد الحزين
وأحسسته فرح بهذا التغريد ويقول
ما هذا الصباح الجميل
إن هذا المخلوق صادق
انه يوما جميلا
سوف يحدث شيء جميل
***
رغم أنني ,, لا أعرف ماذا يقول
لكن ملامحه توحي بذلك
صار يترقص ويغني
بفرح شديد لم أرى منه مثله
ثم عاد لي وقال بصوت موسيقي
غرد أيها العصفور .. .. غرد
هدئ وصار يتحدث لي
أتعلم من يوم اشتريتك
فيه لم أسمع مثل هذا التغريد منك
ماذا هناك ,, وماذا تخبئ خلف تلك الأصوات
الجميلة التي تصدرها
***
تمنيت أن أخبره بكل الذي يحدث بداخلي,, لكن كيف ؟!
هل من الممكن تعلم حديث الإنسان ؟!
أو الإنسان يتعلم حديثي؟!
لا اعلم ,, لكن أريد التحدث إليه!!
***
في غمرة الحزن الذي امتلكاني
نظرت إليه ,, وقد تغير وجهه
وقال تحدث أيها العصفور فقد سمعتك
ماذا قلت في الأخير؟
نعم ,, أنني افهم تغريدك!
لماذا أنت حزينا وتغرد بطريقة جميلة؟!
قلت هذا ما تعتقد أنت ,, لأنك تجهل لغتي
أنا حزين ,, لأنني لا اعرف سبب لوجودي في هذا القفص !
فرد علي بصوت حزين
كنت أعتقد أنك تبشرني ,, بشيء جميل هذا اليوم
***
نحن الاثنين قريبون من بعضنا
بعدين أيضا عن بعض
لما هذا التناقض الغريب ؟!
***
أيها العصفور الجميل
لقد ابتعتك من المحل
لكي تونس وحدتي وستمتع إلى صوتك العذب الجميل
ولم اعلم للحظة ,, أنني استمتع على أحزانك وآلامك
فعذرني على عدم معرفتي
وطلب مني ما تشاء
أن أردت إن ترحل ,, سأفتح لك الباب
لتخرج وتذهب حيث تشاء
قلت له
الحمد لله ,, الذي جعلني في يد مثلك
لا تخرجني
من بيتك وحياتك
فقط أخرجني من قفصي هذا
ولنعش سوياً
فرد علي
وأنا لم أفهمك ,, فعذراً منك
***
وفي اليوم التالي
صرت أغرد ,, قبل أن يجلس من نومه
بصوتي الشجي
لأخبره بأن الصباح قد بان
وهكذا مضت حياتي سعيدة من إنسان جميل
***
أخرجني من القفص
وأخرجته من وحدته
عصفور حر..